الأسطورة والدين
الأسطورة
اختلف الباحثون في تعريف
الأسطورة بإختلاف ثقافاتهم وتخصصاتهم مابين الأدباء والمؤرخين والباحثين
الاجتماعين فمنهم من يعدها وهماً صبيانياً ونتاجاً لخيال غير منظم , وهناك من
يعدها جزءاً من الشعائر الدينية .
ومع كل ماقاله الباحثون عن الاسطورة يجب ان تبقى
محل تقديرنا لا على أساس أنها هراء أو عبث جنوني أو وسائل خاطئة للسيطرة على
الطبيعة أو عمليات إستبدال عالم جميل طيب بعالمنا الواقعي المليء بالشر , وإنما
على أساس واقع حدث .
والأسطورة بمعناها الأدبي
هي في أبسط تعريف لها حكاية خيالية حافلة بالأعاجيب البعيدة عن التصديق وإن اقتنع
العقل الفطري بصدقها بل واعتبرها أساساً لفهم مايحيط به من أسرار الكون وغوامضه .
ان الأسطورة
على أنواع وليست نوعاً واحداً فمنها :
التفسيرية: التي تفسر ظواهر كونية أو
بشرية من قبل الإنسان القديم .
والأسطورة الإلهية : والتي يكون محورها الأساسي
الآلهة واحوالهم وتصرفاتهم حسب تصور الإنسان البدائي وخير من يمثلها الأساطير
اليونانية .
والأسطورة التاريخية : وهي التي تعالج الأحداث التاريخية فتمزج فيها الحدث التاريخي
بتصورات أسطورية إنتزعها الإنسان من مخيلته مثل التي كتبها العرب .
الأساطير المشهورة
ملحمة كلكامش ( جلجامش)
: وتمثل ملحمة جلجامش حشداً من التأملات الفلسفية حول الموت والحياة
والعالم الآخر بجنته وجحيمه .
ملحمة الأوديسا : أما ملحمة الاوديسا فهي الملحمة الثانية لهوميروس وقد كتبها في
شيخوخته وتناولت الملحمة الصراع الذي دار في 40 يوماً بعد معركة طروادة .
ملحمة الإنياذة : وهي ملحمة شعرية لاتينية من تأليف فرجيل وهي تدور حول أحداث وقعت
بعد أحداث الإلياذة .
كتاب محاضرات في الفكر
والحضارة
أ.
د. بدري محمد فهد
ومن أعمق الأساطير ايضاً أسطورة إيزيس الأم العظمى ولم تكن
إيزيس اخت أوزير وزوجته الوفية فحسب بل كانت من بعض الوجوه أجل منه قدراً لأنها
قهرت الموت بالحب شأنها في ذلك شأن النساء بوجه عام كذلك لم يكن فضلها مقصوراً على
أرض النهر السوداء التي اخصبها مس أوزير(النيل ) فأغنت مصر كلها بإنتاجها – لم يكن
فضلها مقصوراً على هذه الأرض بل كان لها فضل أعظم من هذا وأنفع لقد كانت رمز القوة
الخالقة الخفية التي أوجدت الأرض وكل ماعليها من الكائنات الحية , وأوجدت ذلك
الحنو الأموي الذي يحيط بالحياة الجديدة حتى يتم نموها مهما كلفها من جهد وعناء ,
وكانت ترمز في مصر – كما ترمز كالى وإستير وسيبيل في آسية وكما ترالز ديمر في بلاد
اليونان وسيريز في رومة – كما ترمز هذه كلها إلى ما للعنصر النسوي من أسبقة
وأفضلية واستقلال في الخلق وفي الميراث وإلى ما كان للمرأة أول الأمر من زعامة في
حرث الأرض .
كتاب قصة الحضارة
للمؤرخ ول وايريل ديورانت
في جنوب أفريقيا وبلدان أفريقية أخرى مثل زامبيا وزيمبابوي قد
يرتبط اغتصاب الرجال للبنات والرضيعات بخرافة تسمى ( شفاء العذراء) أي ان الرجل المصاب بالإيدز سيبرأ من هذا المرض إذا عاشر عذراء ,
فلقد أفاد استطلاع للرأي أجري مؤخراً في جنوب أفريقيا ان واحداً من كل أربعة
ذكور شملهم الإستطلاع يصدقون هذه الخرافة ذات الجذور التاريخية العميقة التي تمتد
إلى ماهو أبعد من البلدان النامية
يقول Mike
Earl Taylor إن خرافة شفاء العذراء تعود إلى القرن السادس عشر في أوروبا وانها كانت موجودة في
إنجلترا في القرن التاسع عشر إبان العصر الفيكتوري .
كتاب المرأة في عالم غير آمن
العنف ضد المرأة حقائق وصور وإحصاءات
ماري فلاشوفا – وليا بياسون
شأن المعتقدات الدينية في تطور الحضارات
مثلت المبادئ الدينية دوراً أساسياً عظيماً بين مختلف المبادئ التي
تُسٌر الأمم والتي هي مناور للتاريخ وقطوب للحضارة .
وتكونٌ من المعتقدات الدينية في كل وقت أهم عنصر في حياة الأمم ومن
ثم في تاريخها , وكان ظهور الآلهة وموتها أعظم الحوادث التاريخية وتُولد مع كل
مبدأ ديني جديد حضارة جديدة .
ولايغيب عن البال ان جميع النُظم السياسية والإجتماعية منذ بدء
الأزمنة التاريخية قامت على معتقدات دينية وان الآلهة مثلت الدور الأول على مسرح
العالم في كل زمن , وإذا عدوت الحب الذي هو دين قوي ايضاً ولكنه شخصي مؤقت وجدت
المعتقدات الدينية وحدها تؤثر في الأخلاق تأثيراً سريعاً .
كيف تذوي الحضارات وتنطفئ
ونحن إذا مابحثنا في الأسباب التي أدت بالتتابع إلى إنهيار الأمم
وهي التي حفظ التاريخ لنا خبرها كالفرس والرومان وغيرهم وجدنا ان العامل الأساسي
في سقوطها هو تغٌير مزاجها النفسي تغيراً نشأ عن إنحطاط أخلاقها ولست أرى أمة
واحدة زالت بفعل إنحطاط ذكائها .
وعلل إنحطاط كتلك تهدد حضارتنا الرفيعة وإلى تلك تضاف علل أخرى
صادرة عن تطور النفوس بفعل الإكتشافات العلمية الحديثة , والعلم قد جدد مبادئنا
ونزع كل سلطان من مبادئنا الدينية والإجتماعية , والعلم قد أثبت للإنسان مكانه
الضعيف في العالم وعدم إكتراث الطبيعة المطلق له .
والإنسان قد رأى ان الذي يُسميه حرية ليس إلا جهلاً بالعلل التي
تستعبده , وأن من مقتضى طبيعته ان يُستعبد في شبكة من الضرورات , والإنسان قد أبصر
ان الطبيعة تجهل مانسميه بالرحمة وأن كل تقدم نشأ عن الطبيعة ثم بإنتخاب شديد مؤدٌ
بلا إنقطاع إلى سحق الضعفاء في سبيل الأقوياء .
كتاب السنن النفسية لتطور الأمم
غوستاف لوبون
أنواع السلوك الإرادي للإنسان
ولدى التدبر في السلوك الإرادي للإنسان نلاحظ أنه ينقسم إلى أنواع
شتى :
·
فمنه ماهو أثر من أثار خلق في النفس محمود أو مذموم كالعطاء عن جود
والإمساك عن شح , والإقدام عن شجاعة والفرار عن جُبن , والإقبال عن طمع والكف عن
عفة , والإعتراف عن حب للحق والإنكار عن كبر وإفراط في الأنانية , والإغضاء عن حلم
والتحمل عن صبر وهكذا .
·
ومنه ماهو من قبيل العادات التي تتأصل في السلوك وقد ترجع هذه
العادات إلى موجه أخلاقي أو موجه غرزي أو موجه تكليفي أو موجه اجتماعي أو نحو ذلك
, وقد لاتكون أكثر من ممارسات عبث إستحكمت بالعادة .
ويخلط
بعض الناس مختلف مظاهر السلوك الإنساني فيجعلها من قبيل السلوك الأخلاقي وهذا يرجع
إلى أنهم لا يملكون تحديداً واضحاً للأخلاق
أو يرجع إلى أن رؤيتهم لحقيقة السلوك
غير واضحة .
إن
الأصل في السلوك الإنساني أنه يهدف إلى تحقيق مطالب جسدية أو نفسية أو فكرية أو
روحية سواء أكان ذلك لصالح الفرد أو لصالح الجماعة ,
وأي سلوك لتحقيق مطلب من هذه
المطالب إما ان يكون سلوكاً خلقياً وإما ان يكون سلوكاً لا علاقة له بالأخلاق
إيجاباً ولا سلباً .
ويمكن
تمييز الأخلاق الحميدة عن غيرها بأنها كل سلوك فردي
أو إجتماعي تلتقي
النفوس البشرية على إستحسانه مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها
ومفاهيمها ويلحق به ما كان اثراً من آثاره
أو فرعاً من فروعه .
ويمكن
تمييز الأخلاق الذميمة عن غيرها بأنها كل سلوك فردي
أو إجتماعي تلتقي
النفوس البشرية على إستقباحه وإستنكاره مهما
اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها ومفاهيمها ويلحق به ما كان اثراً من
آثاره أو فرعاً من فروعه .
كتاب الأخلاق الإسلامية وأسسها
عبد الرحمن حسن حنبكة الميداني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق