الوقت
الزمن
نهر قديم يعبر العالم منذ الأزل !
فهو
يمر خلال المدن يغذي نشاطها بطاقته الأبدية أو يذلل نومها بأنشودة الساعات التي
تذهب هباءً وهو يتدفق على السواء في أرض كل شعب ومجال كل فرد بفيض من الساعات
اليومية التي لا تغيض ولكنه في مجال مايصير (ثروة ) وفي مجال آخر يتحول عدماً فهو
يمرق خلال الحياة ويصب في التاريخ تلك القيم التي منحها له ما أنجز فيه من أعمال .
ولكنه
نهر صامت حتى إننا ننساه أحياناً وتنسى الحضارات في ساعات الغفلة أو نشوة الحظ
قيمته التي لاتعوض .
وحظ
الشعب العربي والإسلامي من الساعات كحظ أي شعب متحضر ولكن ... عندما يدق الناقوس
منادياً الرجال والنساء والأطفال إلى مجالات العمل في البلاد المتحضرة ..أين يذهب
الشعب الإسلامي ؟ تلكم هي المسألة المؤلمة ...فنحن في العالم الإسلامي نعرف شيئاً
يسمى (وقت ) ولكنه الوقت الذي ينتهي إلى عدم لأننا لاندرك معناه ولاتجزئته الفنية
,لأننا لاندرك قيمة أجزائه من ساعة ودقيقة وثانية ولسنا نعرف إلى الآن فكرة (الزمن
) الذي يتصل إتصالاً وثيقاً بالتاريخ مع ان فلكياً عربياً مسلماً هو أبو الحسن
المراكشي يعد أول من أدرك هذه الفكرة الوثيقة الصلة بنهضة العلم المادي في عصرنا .
وبتحديد
فكرة الزمن يتحدد معنى التأثير والإنتاج وهو معنى الحياة الحاضرة الذي ينقصنا .
هذا
المعنى الذي لم نكسبه بعد هو مفهوم الزمن الداخل في تكوين الفكرة والنشاط , في
تكوين المعاني والأشياء .
فالحياة
والتاريخ الخاضعان للتوقيت كان ومايزال يفوتنا قطارهما , فنحن في حاجة ملحة إلى
توقيت دقيق وخطوات واسعة لكي نعوض تأخرنا .
إن
وقتنا الزاحف صوب التاريخ يجب ألا يضيع هباءً كما يهرب الماء من ساقية خربة ,
ولاشك أن التربية هي الوسيلة الضرورية التي تعلم الشعب العربي والإسلامي تماماً قيمة
هذا الأمر ولكن بأية وسيلة تربوية ؟
إن
من الصعب أن يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطا الوقت الهارب !
كتاب شروط
النهضة
المفكر
مالك بن نبي
إدارة
الوقت
حجم
إستغلال الوقت والإستفادة منه من أهم العلامات الفارقة بين الأمم المتقدمة والأمم
المتخلفة وبين الأشخاص الناجحين والأشخاص العاديين ويمكن للمرء أن يقول وهو مطمئن
: إنه ليس هناك ناجحون في الحياة على نحو ظاهر لايهتمون بأوقاتهم وكيف يمكن للمرء
ان ينجح إذا كان لايستغل أهم مورد يمكن الإستفادة منه في تحقيق النجاح ؟
أقسم
الله جل وعلا بالليل والضحى والعصر والفجر.. تذكيراً للناس بنعمة الزمن وتبيانا
لقيمته العظيمة وفي الحديث الصحيح * نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة
والفراغ *ً
الإحساس
بالمسافات الزمانية والمكانية أحد المنتجات الحضارية , لذا فإن أمة الإسلام في
أيام إقبالها وإزدهارها ضربت أروع الأمثلة في المحافظة على الوقت والعناية به وحسن
الإستفادة منه .
لماذا
يضيع الوقت ؟
يمكن تقسيم الوقت إلى قسمين :
وقت
عمل ووقت فراغ , وقت العمل ينقسم إلى قسمين أيضاً : وقت إنتاج ووقت ضائع .
ويمكن
تقسيم وقت الفراغ أيضاً إلى قسمين : وقت شخصي ووقت إسترخاء (غير مستغل ).
إن
الأسباب التي تكمن خلف ضياع الوقت عديدة يمكن ان نذكر منها مايلي:
الكسل – عدم وجود هدف محدد سبب مهم من أسباب ضياع الوقت – عدم وجود
خطة تحول الهدف إلى إنجاز – سوء التنظيم – تطفل الآخرين وفوضاهم .
تحسين
الإنتاجية :
ثمة
فجوة تفصل بين العالم الإسلامي والعالم الغربي على مستوى الدخل والبنية الأساسية
والعلم والتقنية والتقدم وأمور أخرى كثيرة , وتلك الفجوة الآخذة في الإتساع مع
الأسف هي ترجمة دقيقة لفارق الإنتاجية بين المجتمعات الغربية والمجتمعات الإسلامية
.
المجتمع
الضعيف مكون في الأصل من أشخاص ضعفاء والمجتمع القوي مكون من أشخاص أقوياء , وإذا
كنا نشعر بآلام جراح التخلف والإستكانة أمام غيرنا وكنا نملك الإرادة على الإرتقاء
بهذه الأمة إلى المكانة التي تليق بها فإن مهمتنا الأولى تتمثل في أن نحاول رفع
سوية إلتزام الإنسان المسلم وعطائه حيث إن من غير الممكن ان نوجد أمة أقوى من مجموع
أفرادها .
الإنتاجية
مقياس نقيس به العلاقة بين ماهو منتج وبين الوسائل المستخدمة في عملية الإنتاج
وقيمتها الأساسية تكمن في أنها تمكننا من مقارنة أداءين أو أكثر مع بعضهما أو مع
مستوى من الأداء محدد مسبقا .
كتاب
الرحلة إلى الذات العيش في الزمان الصعب
أ .د. عبد
الكريم بكار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق