الخميس، 3 مارس 2016

مفهوم الفلسفة





مفهوم الفلسفة:

تنسسب  كلمة الفلسفة  إلى معجم اللغة  اليونانية,  تعني فيلو صوفيا (Philosphia),  وهي مؤلفة من مقطعين, المقطع الأول  فيلو Philo وتعني محبة  أو توجه نحو المحبة,  
أما المقطع الثاني sphia وهو مشتق من صوفين Sopgos  وتعني الحكمة وبالجمع بين المقطعين تصبح كلمة الفلسفة  تعني محبة الحكمة أو محبة المعرفة أو التوجه نحوها.


واللغات كما في القرآن المجيد آية من آيات الله سبحانه وتعالى 
(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ),

 وخلق الله الناس كلهم من نفس واحدة وجعلهم شعوباً وقبائل للتعارف


لهذا وجب على الناس ان يتعارفوا على بعضهم بعضاً عن طريق اللغات وماتطرحه هذه اللغات من أفكار ودلالات وثقافة , ولذلك يجوز للشعوب ان تتبادل الثقافات واللغات وان تستعير من بعضها بعضاً إستجابة لأوامر الله لهم , فاللغة في الواقع الإجتماعي لأي مجتمع تمثل عنصراً ثقافياً يتطور مع الزمن في معناه ودلالاته ولهذا فإن كلمة الفلسفة أخذت معاني فنية وإصطلاحية مختلفة في سياقها التاريخي نذكر منها :

-      لقد فهمت الفلسفة في سياقها أنها محبة الحكمة أو التوجه نحو محبة المعرفة أو حكمة الحياة أي حكمة العقل الإنساني التي تقودنا إلى كل مافيه من خير وحكمة ومعرفة .

-وفهمت الفلسفة على انها موقف إندهاش أو تساؤل أو تعجب أو إستفسار قد يثير العقل البشري نحو ظواهر الحياة وموضوعاتها المتعددة من اجل السير نحوها وفهمها بصورة أفضل,
وفهمت الفلسفة على انها نسق فكري من الإعتقادات لتنظيم حياة الإنسان في نظامه الإجتماعي.
-      وفهمت الفلسفة على انها وجهة نظر الإنسان في غختيار أسلوب حياته ومعيشته .

كتاب فلسفات التربية التقليدية والحديثة والمعاصرة..
أ.د محمد الخوالدة


مصادر معرفتنا بالفلسفة اليونانية

تقع المصادر التي تعرفنا بالفلسفة اليونانية السابقة على سقراط في مستويات, وإذا اردنا مثلاً التعرف أو معرفة فلسفة افلاطون وارسطو توجب علينا الرجوع إلى مؤلفاتهما ولكن هذا الامر ليس متاحاً لنا بالنسبة للفلاسفة السابقين على سقراط لأن عدداً كبيراً من هؤلاء الفلاسفة لم يدونوا آراءهم بشكل مكتوب ومن كتب منهم لم يبق من كتاباتهم إلا نزر من الشذرات التي بقيت محفوظة عبر القرون وانتقلت إلينا بطرق مختلفة, ونتيجة للجهد الذي قام به الباحثون والدارسون  للتراث الفلسفي اليوناني فقد تعرفنا على مذاهب الفلاسفة السابقين على سقراط بإستغلالهم لقراءة المادة المتوفرة وتحليلها ونقدها ,

كتاب الفلسفة الإغريقية ..الكاتب محمد جديدي


ومما أفسد فهم العلم القديم كثيرا من الاحيان ظاهرتان من الإهمال الذي لايمكن التسامح فيه, والظاهرة الأولى تتعلق بإهمال العلم الشرقي, فمن سذاجة الأخطاء ان نفترض ان العلم بدأ في بلاد الإغريق, فإن المعجزة اليونانية سبقتها آلاف الجهود العلمية في مصر وبلاد مابين النهرين وغيرهما من الأقاليم , والعلم اليوناني كان إحياء أكثر منه إختراعاً, والظاهرة الثانية إهمال الإطار الخرافي الذي نشأ فيه العلم, لاالشرق فحسب بل اليوناني ذاته كذلك, وكفانا سوءاً ان اخفينا الأصول الشرقية التي لم يكن التقدم الهيليني مستطاعاً بدونهما, ولكن بعض المؤرخين أضافو إلى هذا السوء بما أخفوا مما لاحصر له من خرافات يونانية عاقت هذا التقدم, وكان من الجائز ان نقضي عليه.

الواقع ان العلم اليوناني إنتصار للمذهب العقلي, وهو إنتصار يبدو أكبر – لااصغر- حين ينكشف لنا انه تم برغم ما اعتقده الإغريق من معتقدات غير عقلية , بل هو إنتصار لقوة العقل ضد قوة غير العقل, وإذن فنحن في حاجة إلى بعض المعرفة للخرافات الإغريقية .

والخلاصة انه إذا كتب تاريخ العلم القديم بغير إمداد القارئ بمعرفة كافة بهاتين الطائفتين من الحقائق, أي العلم الشرقي من جهة, والخرافة اليونانية من جهة أخرى جاء هذا التاريخ لاناقصاً فحسب بل مزيفاً مدخولاً كذلك.

كتاب تاريخ العلم الجزء الاول الأصول الشرقية واليونانية.
.للمؤرخ جورج سارتون


لقد تمكنت الرسالة الخاتمة من نقل الإنسان من عالم الكهانة والشعوذة إلى عالم البحث العلمي والمعرفي , عندما خلصته من التصور السحري للطبيعة وزودته بتصور علمي لها , ولعلنا نسوق بعض آيات الكتاب لتوضيح الصورة التي يرسمها القرآن الكريم للوجود الطبيعي وإظهار ان التصور العلمي للطبيعة القائم على مفهوم النظام الدقيق أو التقدير , ومفهوم إستجابة الطبيعة لحاجات الإنسان أو التسخير تصور  ينبثق مباشرة من الرؤية الكلية للقرآن الكريم , ففي سياق التأكيد على مفهوم  التقدير أو إخضاع الظواهر الطبيعية لنظام دقيق  نجد آيات عديدة منها :

( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا  )

(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )

 لقد أدى التصور القرآني الكلي القائم على اساس النظر في الوقائع والظواهر (الملاحظة) ومفهوم خضوع الطبيعة لنظام دقيق
 ( التقدير), واستجابتها لإحتياجات الناس(التسخير), إلى تطوير تصور علمي للطبيعة دفع علماء المسلمين إلى إحداث قفزة نوعية في منهجيات البحث العلمي بإعتماد الملاحظة والتجربة بدلاً من الإكتفاء بالمنهجيات التي ورثوها عن الإغريق القائمة على التأمل وتحكيم المنطق الداخلي للعقل ,
 ومع دخول القرن الهجري الثاني تزايد الإهتمام بالدراسات الطبيعية وبرزت أسماء قدمت مساهمات هامة في الكيمياء والرياضيات والموسيقى وعلم الأصوات  كجابر بن حيان ومحمد بن موسى الخوارزمي والكندي وغيرهم.

كتاب إعمال العقل من النظرة التجزيئية على الرؤية التكاملية.


. دلؤي صافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق