والنفوس البشرية على ثلاثة أصناف:
1- صنف عاجز بالطبع عن الوصول إلى الإدراك الروحاني, فينقطع بالحركة إلى الجهة السفلى نحو المدارك الحسية و الخيالية و تركيب المعاني من الحافظة و الواهمة على قوانين محصورة و ترتيب خاص يستفيدون به العلو م التصورية و التصديقية التي للفكر في البدن و كلها خيالي منحصر نطاقه . إذ هو من جهة مبدئه ينتهي إلى الأوليات و لا يتجاوزها و إن فسد فسد ما بعدها و هذا هو في الأغلب نطاق الإدراك البشري في الجسماني و إليه تنتهي مدارك العلماء و فيه ترسخ أقدامهم.
2- و صنف متوجه بتلك الحركة الفكرية نحو العقل الروحاني و الإدراك الذي لا يفتقر إلى الآلات البدنية بما جعل فيه من الاستعداد لذلك فيتسع نطاق إدراكه عن الأوليات التي هي نطاق الإدراك الأول البشري , و يسرح في فضاء المشاهدات الباطنية و هي وجدان كلها نطاق لها من مبدئها و لا من منتهاها و هذه مدارك العلماء الأولياء أهل العلوم الدينية و المعارف الربانية و هي الحاصلة بعد الموت لأهل السعادة في البرزخ.
3- و صنف مفطور على الانسلاخ من البشرية جملة جسمانيتها و روحانيتها إلى الملائكة من الأفق الأعلى ليصير في لمحة من اللمحات ملكاً بالفعل و يحصل له شهود الملإ الأعلى في أفقهم و سماع الكلام النفساني و الخطاب الإلهي في تلك اللمحة و هؤلاء الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم جعل الله لهم الانسلاخ من البشرية في تلك اللمحة و هي حالة الوحي فطرة فطرهم الله عليها و جبلة صورهم فيها و نزههم عن موانع البدن و عوائقه ما داموا ملابسين لها بالبشرية بما ركب في غرائزهم من القصد و الاستقامة التي يحاذون بها تلك الوجهة .
ومن علاماتهم أيضاً انه يوجد لهم قبل الوحي خلق الخير والزكاة ومجانبة المذمومات والرجس أجمع, وهذا هو معنى العصمة, وكانه مفطور على التنزه عن المذمومات والمنافرة لها , وكأنها منافية لجبلته.
كتاب مختصر مقدمة إبن خلدون
إختصار وتعليق د. عبد المحسن العصيمي
الحوار
الحوار في اللغة: الرجوع وهو مراجعة الكلام ( والله يسمع تحاوركما).
والحوار ايضاً بمعنى: المخاطبة ( فقال لصاحبه وهو يحاوره).
الحوار إصطلاحاً : مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين وهو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين , يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يتأثر أحدهما دون الآخر ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب.
أنواع الحوار:
حوار موضوعي: كطرح فكرة أو رأي أو وجهة نظر معينة مقبولة (تعارف – إقناع – تفاوض – رد شبهة )
حوار عدائي: ناقد – تصادمي – هجومي
نتيجة إختلاف وجهات النظر إلى حد بعيد وتشبث اصحابه برأيهم وعدم إستعداد أي منهم للتخلي عن جزئية من رأيهم.
آداب الحوار:
- حسن المقصد
فليس المقصود من الحوار العلو في الأرض ولا الفساد ولا الإنتصار للنفس ولكن المقصود الوصول إلى الحق.
ضع في إعتبارك انه يحتمل ان يكون الخطأ عندك والصواب عند غيرك فالله تعالى لم يحابك , ويختصك دون بقية خلقه بالعلم والفهم والإدراك والعقل , فإذا كان عندك حق فعند غيرك حق .
- التواضع بالقول والفعل
من آداب الحوار : التواضع وتجنب مايدل على العجب والغرور والكبرياء.
فبعض الناس إذا حاور شخصاً أو حادثه أعرض ونأى بجانبه , وازورٌ لا يلتفت إلى خصمه إشارة إلى السخرية وعدم الإكتراث به.
-إحترام الطرف الآخر:
فنحن مأمورون أن نُنزل الناس منازلهم , والأ نبخس الناس أشياءهم, فيا أخي ليس النجاح في الحوار والمناظرة مرهوناً بإسقاطك لشخصية الطرف الآخر الذي تناظره , ولا إسقاطك لشخصيته يعني انك نجحت في المناظرة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعٌان ولااللعٌان ولا الفاحش ولا البذيء), فالمؤمن ليس باللعان ولا بالطعان في الناس وأعراضهم ونياتهم ومقاصدهم وأحوالهم ولا بالفاحش ولا بالبذيء.
كتاب فن الحوار الناجح
الكاتب رضا المصري
كيف نبني الموضوعية :
إذا كان الانغلاق يعني ( اللاموضوعية) فإن الحوار يعني الإنفتاح
الواعي على الآخرين والحوار ظاهرة إجتماعية
إذ هو من أفعال المشاركة التي لا يمكن للفرد ان يقوم بها, ولكن الخوف والشك
يدفعان المرء في كثير من الأحيان إلى النأي عن هذه الظاهرة .
و يعود ضعف الحوار عندنا إلى مشكلتين :
الأولى الاستخفاف بفائدة
الحوار , و الثانية الخوف من الحوار . أما الذين لا يدركون قيمة الحوار فهم كثر ,
و ينطلقون من منطلقات مختلفة , منها : اعتقادهم أن الخلاف الذي بينهم و بين
الآخرين لا يمكن أن يزول بالحوار ؛ لأنه خلاف متجذر , أو هو في الأصول . و منها أن
الحوار مضيعة للوقت , و أن المطلوب العمل , و ليس اجترار الأفكار ...
و في هذه المنطلقات غفلة عن حقيقتين هامتين :
الأولى : أن المطلوب من الحوار لا يشترط أن يكون توحيد الرأي دائماً ,
و إنما المطلوب هو شرح وجهة نظر الأطراف المختلفة لبعضها بعضاً .
الحقيقة الثانية : أن العمل الذي لا تسبقه رؤية ناضجة معرض للانحراف
كما أنه معرض للإصابة بأزمات و اختناقات لا يخفف من غلوائها إلا الفكر النير القادر على
إيجاد بدائل و توافيق جديدة , و هذا يسهم فيه
الحوار بنصيب كبير .
أما الذين يخافون من الحوار فإنهم أيضاً غير موضوعيين , و الأسباب
التي دفعتهم إلى الاحجام هي التي كان ينبغي أن تدفعهم إلى الحوار , ذلك أن الذي لا
يثق بما يحمل من أفكار و منطلقات هو وحده الذي يخاف من محاورات الآخرين .
و قد يكون دافع الخوف عدم وجود الأدلة على تلك الأفكار لأن صاحبها
أخذها بالوراثة و التقليد و قد يكون الدافع إلى الخوف خشية التغير .
كتاب الرحلة إلى الذات
فصول في التفكير الموضوعي
أ.د. عبد الكريم بكار
أ.د. عبد الكريم بكار
إهتم بشؤونك فقط
إن الإهتمام بشؤونك الخاصة يعني تجنب الإغراء ومحاولة حل مشكلات الآخرين دون طلب منهم, ويشمل ايضاً عدم التنصت على الآخرين وعدم نشر الإشاعات, أو التحدث عن الناس من خلف ظهورهم أو تحليل أو محاولة تصوير شخصيات الآخرين.
إن الأسباب الرئيسية التي تجعل معظمنا يركزون على نقائص أو مشكلات الأخرين هو أننا لانحب ان ننظر إلى نقائصنا أو مشكلاتنا.
كتاب لاتهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
د. ريتشارد كارلسون
للغسيل
وليس للنشر
في ذروة الإنفعال
والإستياء نشعر أننا بحاجة ماسة لرد الصاع صاعين وتحجيم هؤلاء المعتدين والمفترين
كي لا يستمرئوا سبل الأذى والإضرار بالآخرين وحتى يكونوا عبرة وعظة لكل من تسٌول
له نفسه التعدي والتجني.
وبالنسبة للكاتب أسرع
طريقة عنده وأنجع وسيلة لتفريغ شحنات الغضب والإنتقام هي اللجوء إلى قلمه فيصب من
خلاله كل مايعتمل في نفسه فوق أوراقه.
لكن الكاتب المميز
المرهف الواثق من ذاته ما إن يرى ردة فعله على الورق , حتى يشعر شعوراً رائعاً من
الراحة والسكينة فيسترخي في دعة وسلام.
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله *** فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
أعد تكوين نفسك
لكل إنسان طبع وكثيراً مايُقال الطبع يغلب التطبع , ولكن حقائق الحياة ومتابعة النفس البشرية تثبت لنا أن الكائن البشري متفاعل ..متطور متغير سواء كان جسمانياً أو أخلاقياً أو فكرياً أو روحياً .
إن أفكارنا هي التي تولٌد فينا كل شيء فتكون سعادتنا أو شقاؤنا , نجاحنا أو فشلنا , سلبيتنا أو إيجابيتنا , كل فكرة من أفكارنا هي لبنة نضيفها إلى قصر أحلامنا أو قبر مشاريعنا.
ولذلك تعتمد صحتنا النفسية على حالتنا الذهنية , فالتفكير هو أساس كل شيء فينا.
أبعد واهجر كل من يحبطك , من يضع العثرات في طريقك ويساهم في تصلب شرايينك ويقهرك , من يحاول تشويه صورتك عند الآخرين للأحتفاظ بك وهو لايستحقك لايقدرك , ويجعلك طُعماً لعيون مشفقة وعيون شامتة , يأخذ منك ولا يعطيك وإذا اعطاك فكأنه يصفعك.
أحلى الكلام: إن في حياة الإنسان شيئاً أعظم من مهنته وأكبر من من الكسب والثراء وأسمى من العبقرية وهو الأخلاق.
كتاب خمسة حرية
الكاتبة إنتصار العقيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق