ماهية الثقافة :
لا يزال مفهوم " الثقافة " من أكثر المفاهيم غموضاً مع
أنه من أكثرها تداولاً بين الناس و من خلال الأفراد و المؤسسات ذات العلاقات
بالثقافة و البرامج الثقافية , و يعتقد كثير من الباحثين أن مفهوم الثقافة لا يزال
يفتقد التعريف الشامل الجامع المانع , بحيث تتوقف الاجتهادات المتكررة لتقديم هذا
التعريف من قبل الباحثين و الهيئات التي تعني بالثقافة كمنظمة اليونسكو و غيرها من
الهيئات .
الأصل اللغوي لمصطلح الثقافة :
في الأصل اللغوي لمصطلح الثقافة , يشار إلى أن كلمة Culture قد
اكتسبت معناها الفكري في أوروبا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر .
فالكلمة
الفرنسية كانت تعني في القرون الوسطى الطقوس الدينية Cultes لكنها في القرن السابع عشر كانت تعبر عن
" فلاحة الأرض "
ومع بداية القرن الثامن عشر اتخذت منحى يعبر عن التكوين
الفكري عموماً , وعن التقدم الفكري للشخص بخاصة , وعما يتطلبه ذلك من عمل , و ما ينتج
عنه من تطبيقات , و ما بين مسافات الألمان ثم الأنثروبولوجيين الأمريكان , فقد
استمر استخدام الاصطلاح في الدراسة الأكاديمية إلى أن أصبح اصطلاحاً "شعبياً" في فرنسا , بفضل الجيل
الجديد من العلماء الاجتماع الفرنسيين ( أي بعد دور كايهم واوجست كونت) هذا الجيل الذي ظهر بعد الحرب
العالمية الثانية .
جاء في لسان العرب : ثقُفَ يَثقُف ، ثَقافةً ،
فهو ثَقِف
ثقُف الشَّخصُ : صار حاذقًا فطنًا.
ثقُف الشَّخصُ : صار حاذقًا فطنًا.
و
معنى ثقافة في قاموس المعاني : مجموعة من القيم المشتركة بين مجموعة من الناس ، بما في ذلك السلوك
المتوقع و المقبول من الناس ، و الأفكار ، و المعتقدات ، و الممارسات .
الثقافة حسب كروبير و كلاكهون
: تتكون الثقافة من نماذج ظاهرة و كامنة من السلوك المكتسب و المنتقل بواسطة
الرموز التي تكون في الإنجاز المميز للجماعات الإنسانية و الذي يظهر في شكل
مصنوعات و منتجات أما قلب الثقافة فا يتكون من الأفكار التقليدية ( المتكونة و
المنتقاة تاريخياً ) و بخاصة ما كان متصلا منها بالقيم , كما يمكن النظر إليها
بوصفها عوامل شرطية محددة لفعل مقبل .
أما التعريف الذي قدمه عالم الأجتماع الأمريكي تالكوت بارسونز : إن الثقافة تتكون من تلك النماذج المتصلة بالسلوك ومنتجات الفعل
الإنساني التي يمكن أن تورث , بمعنى أن تنتقل من جيل إلى جيل بصرف النظر إلى
الجينات البيولوجية .
كتاب الإعلام الثقافي جدليات وتحديات
الكاتب. عزام ابو الحمام
توجيه الأفكار:
مشكلة الثقافة من الوجهه التربوية هي في جوهرها مشكلة توجيه الأفكار , ولذلك كان
علينا ان نحدد المعنى العام لفكرة التوجيه فهو بصفة عامة قوة في الأساس وتوافق في
السير ووحدة في الهدف , فكم من طاقات وقوى لم تُستخدم لأننا لا نعرف كيف نكتلها
وكم من طاقات وقوى ضاعت فلم تحقق هدفها حين زحمتها قوى أخرى صادرة عن المصدر نفسه
متجهة إلى الهدف نفسه.
فالتوجيه هو تجنب الإسراف في الجهد والوقت , فهناك ملايين السواعد
العاملة والعقول المفكرة في البلاد الإسلامية صالحة لن تستخدم في كل وقت , والمهم
هو ان نُدير هذا الجهاز الهائل المكون من ملايين السواعد والعقول في أحسن ظروفه
الزمنية والإنتاجية .
وهذا الجهاز حين يتحرك يحدد مجرى التاريخ نحو الهدف المنشود وبلغة
الإجتماع : الإنسان الذي يكتسب من فكرته الدينية معنى (الجماعة) ومعنى (الكفاح) .
الحرفية في الثقافة:
لقد نتج عن عدم محاولتنا تصفية عاداتنا وحياتنا مما يشوبها من
عوامل الإنحطاط ان ثقافة نهضتنا لم تنتج سوىى حرفيين منبثين في أنحاء شعب أُمي.
ونحن مدينون بهذا النقص
لرجل (القلة) الذي بتر فكرة النهضة فلم يرى في مشكلتنا سوى حاجاته ومطامعه , دون
ان يلمس فيها العنصر الرئيسي لما في نفسه فهو لم يرى في الثقافة إلا المظهر التافه
لإنها عنده طريقة ليصبح شخصية بارزة وإن زاد فعلم يجلب الرزق.
ونتيجة هذا التحريف لمعنى الثقافة متجسدة في ذات مانسميه (المتعلم
أو المتعاقل).
معنى الثقافة في التاريخ:
لايمكن لنا ان نتصور تاريخاً بلا ثقافة , فالشعب الذي يفقد ثقافته
يفقد حتماً تاريخه.
والثقافة - بما تتضمنه من فكرة دينية إنتظمت الملحمة الإنسانية في
جميع أدوارها من لدن آدم- لا يسوغ ان تعد علماً يتعلمه الإنسان بل هي محيط يحيط به
وإطار يتحرك داخله , فهو يغذي جنين الحضارة في أحشائه إنها الوسط الذي تتكون فيه
جميع خصائص المجتمع المتحضر , وهو الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من جزئياته تبعاً
للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه , بمن في ذلك الحداد والفنان والراعي
والعالم والإمام وهكذا يتركب التاريخ.
كتاب مشكلة الثقافة
المفكر مالك بن نبي
الثقافة و الهوية :
الثقافة ذلك الجو العام الذي يشكل الجانب المعنوي من حياتنا , و في
هذا الجو ما هو خاص بنا , و منه ما هو مشترك , و كل ثقافة تشتمل على شيء أخص , هو
(الُهوية )
والهوية هي مجموع الخصائص التي تميز فرداً أو مجتمعاً أو قوماً عن غيرهم ,
أو نقول : إن الهوية هي ما يمنح الناس مشاعر الانتماء و الأمن , وهي ما يساعدهم على الاندماج و التفاعل و التواصل مع بعضهم من خلال ما توفره من قواسم و معايير مشتركة .
والهوية هي مجموع الخصائص التي تميز فرداً أو مجتمعاً أو قوماً عن غيرهم ,
أو نقول : إن الهوية هي ما يمنح الناس مشاعر الانتماء و الأمن , وهي ما يساعدهم على الاندماج و التفاعل و التواصل مع بعضهم من خلال ما توفره من قواسم و معايير مشتركة .
وأود هنا أن أشير إلى الأمور التالية :
الهوية تتشكل لدى الأمة عبر التراكم و عبر تلقينها من الجيل السابق إلى
الجيل اللاحق , وعملية التلقين هذه اليوم تقوم على ديمومة مكونات الهوية و بطء
حركة التاريخ , و هذا مهدد اليوم أشد التهديد , فالأحداث و المنتجات و الأفكار و
أشكال ( الصرعات و الموضات ) التي تتدفق من كل اتجاه تربك وعي الأجيال و ضعف الصلة
بالتاريخ على المستوى الفكري و الشعوري هو نفسه الذي ينسف التاريخ و يفتته ,
ويجعله شيئاً خارج دائرة الوعي و الاهتمام , و هذا كله يؤدي إلى ضعف التموضع في
الزمان , أو إلى فقد الهوية أو الإطار الذي يميزنا عمن نعيش معهم في عصر . و هذا
تحد كبير يحتاج من المنظرين و المفكرين الكبار إلى البحث المعمق و المعالجة
الناجعة .
كتاب : ثقافة النهضة
أ.د عبد الكريم بكار
الثقافة الإستهلاكية:
حدثني عن اطفال أي أمة
..أحدثك عن ماضيها.. وأصف لك حاضرها وأنبئك بمستقبلها.(قول مأثور )
والثقافة الإستهلاكية ظاهرة عالمية لاتقتصر على مجتمع بعينه أو فئة بعينها من
الناس.
وعادة ماتوصف المجتمعات الرأسمالية المعاصرة بأنها مجتمعات
إستهلاكية فقد تحولت هذه المجتمعات إلى
الإستهلاك بعد ان نجحت في تحقيق طفرة في الإنتاج فازداد حجم المعروض من السلع
وتحول الإنتاج إلى هدف في حد ذاته الأمر الذي أدى إلى تكدس للسلع ووفرة في أنواعها
, وفي إطار هذه العملية أصبحت الدعوة إلى الإستهلاك جزءاً من العملية الإنتاجية
وانتشر الميل على الإستهلاك وشملت المظاهر
الإستهلاكية كل شيء , وأصبحت تسيطر على كل
تصرفات الأفراد وسلوكهم تجاه السلع وطرق
إشباع رغباتهم منها , واندمج الإنسان في
المجتمع الجديد إلى درجة أنه لُقب
بالإنسان المستهلك .
ويمكن تحديد اهم قسمات الثقافة الإستهلاكية فيما يلي:
توصف الثقافة الإستهلاكية بأنها مادية , فهي تستهدف استهلاك السلع المادية . لكن
الثقافة الاستهلاكية شهدت تغيرات كثيرة , تمثلت في نمو الإنتاج السلعي الكبير ,
و إقامة أسواق جديدة للسلع الاستهلاكية, وظهورأنماط جديدة للتسوق Shoopping وليس الشراء فقط buying .
و إقامة أسواق جديدة للسلع الاستهلاكية, وظهورأنماط جديدة للتسوق Shoopping وليس الشراء فقط buying .
و أصبحت هناك المحلات الضخمة ذات الطوابق
المتعددة و الأقسام الكثيرة , كما أصبحت المولات Malls الجديدة شاهقة المباني , و حديثة التصميم ,
متعددة الاغراض , لا تقتصر فقط على البيع و الشراء بل تتجاوز ذلك إلى متع أخرى يجد
مرامه فيها الكبير و الصغير و الشاب , مثل دور السينما , والكافيهات , و مراكز
ألعاب الأطفال , و أحياناً مراكزصحية , و خدمات بنكية وسياحية .
لا ترتبط الثقافة الاستهلاكية بالنواحي المادية فقط , و إنما تتمثل
في جوانب معنوية , تُعد أهم جوانب الثقافة الاستهلاكية على الإطلاق , و تتعلق
باستهلاك المعاني و الخبرات
و الصور .
كتاب الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفة .
أ.د. سامية حسن الساعاتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق