الثلاثاء، 12 أبريل 2016

مفهوم التربية



مفهوم التربية



مفهوم التربية : ترجع كلمة التربية في اصلها اللغوي العربي إلى الفعل* ربا * يربو أي نما وزاد وفي التنزيل الحكيم  ( وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء إهتزت وربت)
أي نمت وزادت وقد نقول رُبي في بيت فلان أي نشأ فيها , 



إذاً المعنى اللغوي للتربية يعني النمو والزيادة وهذا المعنى اللغوي هو لُب معنى التربية بالمعنى الإصطلاحي والمعنى الواسع لها كل عملية تشكل أو كل عملية تساعد على تشكيل عقل الفرد وخُلقه وجسمه بإستثناء عمليات التشكيل الوراثية أو التكوينية , وهذا يقودنا إلى المعنى الإجتماعي للتربية ويعني التنشئة الإجتماعية والفردية المتكاملةللفرد أما التربية بمعناها الضيق فيعني غرس المعلومات والمهارات المعرفية من خلال مؤسسات معينة أنشئت لهذا الغرض بالمدارس مثلاً وهكذا تصبح التربية مرادفة لكلمة تعليم ,
فالتعليم الجانب الجزئي من جوانب التربية الذي يركز على تنمية الجانب العقلي والمعرفي إذاً هو مفهوم التربية بالمعنى التعليمي أو التثقيفي.

ماهي التحولات والتطورات التي ظهرت على مفهوم التربية :

1-    إن ميدان التربية إنتقل من مرحلة الجهود المبعثرة وغير المنتظمة عندما كانت التربية مسئولية الأسرة وغيرها من قطاعات المجتمع إلى مرحلة الجهود المنظمة التي تخطط لها البرامج وتنظم لها المشروعات وتكرس لها الجهود وتصدر بشأنها القوانين والتشريعات التي تنظمها وترسي قواعدها .
2-    انها انتقلت من مرحلة إحتكار الأسرة إلى مرحلة المنظمات المتخصصة التي تقوم لها وتشرف عليها وتوجهها وظهر إلى جانب الأسرة المؤسسات الدينية والعسكرية والإقتصادية واخيراً ظهرت المدرسة كمنظمة تربوية رسمية.

خصائص التربية:

3-    إن التربية عملية تكاملية  لاتقتصر على جانب واحد من جوانب الشخصية وعلى هذا تكون التربية شاملة لجوانب الإنسان فهي تربية الجسم وعقله ونفسه وضميره وخلقه وعواطفه .
4-    انها عملية تشاركية لاتقتصر على المدرسة وحدها بل البيت والأصدقاء والمؤسسات الإجتماعية الأخرى لهم دورهم فيها .

وتظهر ضرورة التربية للفرد فيما يلي :

5- ان التراث الثقافي لاينتقل من جيل إلى جيل بالوراثة أي بمعنى ان ثقافة المجتمع وما تحويه من نظم وعقائد وتقاليد وعادات وقيم وانماط سلوكية لاتورث كما يورث لون العينين والبشرة , ولكنها تكتسب نتيجة للعيش بين الجماعة وبواسطة التربية والتعليم.

أما حاجة المجتمع للتربية فتظهر فيما يلي :

6-    الإحتفاظ بالتراث الثقافي : فإذا اراد المجتمع حفظ تراثه الثقافي من الضياع فإن الطريق إلى ذلك يكون بنقل هذا التراث إلى الأجيال الناشئة بواسطة التربية .

7-    تعزيز التراث الثقافي : يجب على الإنسان ألا يكتفي فقط بالمحافظة على تراثه الثقافي  فبالرغم من ان محتويات هذا التراث تكون غزيرةوواسعة إلا انها لا يمكن ان يخلو من بعض العيوب وعلى كل جيل ان ينقي تراثه من العيوب التي علقت به.


كتاب مدخل إلى التربية
عدد من الأساتذة منهم:
د. محمد الطيطي
د. سمر الأغبر
د. عدنان الحسون


دور التربية والمجتمع في تنمية السمات الإبداعية في المواطن الصالح.

بعض سمات التربية الحديثة :

8-    شهد القرن العشرون كثيراً من الثورات المعرفية والإنسانية والتكنولوجية وتشير الثورة التكنولوجية إى إستخدام العلم في المجالات العملية والتطبيقية ولكن لهذه الثورة من الشر بقدر مالها من الخير وأمام الكثير من الإكتشافات العلمية والحقائق والنظريات والمعلومات المكدسة تقف التربية موقف المتحير لاتعرف مالذي تختاره من بين هذه الحشود الضخمة من المعارف القديمة والحديثة ,وما تنقله إلى أذهان التلاميذ فما هو الدور الذي تستطيع التربية ان تلعبه في ضوء التغيرات التكنولوجيا السريعة والطاغية التي تسود معظم أجزاء العالم ومن بينها عالمنا العربي.

9-    وتعيش الأمم في الوقت الحاضر الطموح والآمال العراض في التقدم والإزدهار والتحضر , ومن أغلى ماتتمناه الشعوب الآن هو إكتساب العلم والمعرفة وإنتشار التعليم ,ويلق هذا الطموح على التربية الحديثة مسؤوليات كبيرة , فعلى التربية ان تلبي حاجات الناس المتزايدة في تعليم أبنائهم وعليها ايضاً ان تُسهم في توفير السلام والرخاء والعدالة والتعاون بين دول العالم , وإذا كانت العصور السابقة توصف بانها كانت عصور إكتشاف النار والحديد  فإن العصر الحالي هو عصر الثروات البشرية , إذ تعتمد عظمة الدول على قدر ما تملك من علماء ومفكرين ومصلحين وعباقرة ولم تعد المسألة مسألة عدد بشري أو كم بشري بعد ما أصبحت مسألة إمتلاك ناصية العلم والإكتشاف والإختراع والإبتكار , وليست سيادة العقل هذ ه واضحة  في مجال الحرب والدمار ولكنها أظهر في مجال السلم والإنتاج.


دور التربية الحديثة في تنمية القدرة على الإبداع في المواطن الصالح :

10-        يمكن للتربية ان تسهم في خلق الشخصية المبدعة بواسطة ربط الدروس بالحياة النفسية والإجتماعية والمادية للطفل , فليس هدف التربية الحديثة تلقين التلميذ مجموعة من الحقائق الجافة ومطالبته بحفظها والإجابة على الأسئلة التي ترد عليها في آخر العام فيخرج التلميذ إلى المجتمع الخارجي كمواطن غريب يعيش في مجتمع لم يسبر أغواره أو يلمس طبيعة الحياة وقيمتها .

            أما التربية الحديثة  فترى ان المدرسة يجب ان تكون صورة حقيقية لواقع المجتمع الخارجي  أو المشاكل التي تواجه الفرد بعد تخرجه من المدرسة ولايكفي ان تتضمن المناهج حقائق عن طبيعة المجتمع بل لابد من الإعتماد على الرحلات العلمية والإستكشافية وإشراك الطلاب في الأعمال التعاونية والتطوعية في خدمة البيئة ودعوة رجال العلم والإختصاص من أهل البيئة لإلقاءمحاضرات كل في تخصصه , ومن وسائل تحقيق هذه الغاية الإعتماد على طرق التدريس الجيدة كطريقة المشروع أو التعيينأو المشكلات , يجب ان تُشبع المدرسة حاجات التلميذ وإهتماماته وميوله وتنمي إستعداداته وقدراته وذكائه وتدعم السمات الشخصيةالمرغوبة كتحمل المسؤولية  والشعور بالواجب والطاعة وإحترام القانون والنظام والشرع والإعتماد على النفس والثقة بها , وتكوين العادات الإيجابية  كالدقة والموضوعية والنظافة والأمانة والصدق والشجاعة الأدبية والقدرة على التعبير عن الذات وإحترام الغير وممارسة الديموقراطية ممارسة سليمة على قدر المستوى الذي تسمح به سن التلميذ ومكانته كتلميذ في المدرسة .


كتاب سيكلولوجية المواطنة الصالحة

أ.د . عبد الرحمن محمد العيسوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق