التفكير
التفكير : كما هو معروف فإن
التفكير أرقى أشكال النشاط العقلي لدى الإنسان , وهو الهبة العظمى التي منحها الله
تعالى للإنسان, وفضله بها على سائر مخلوقاته, والحضارة الإنسانية هي خير دليل على
آثار هذا التفكير, إنه العملية التي ينظم بها العقل خبرات الإنسان بطريقة جديدة
لحل المشكلات وإدراك العلاقات.
تعريف التفكير Thinking Definition
تباينت وجهات نظر العلماء
والباحثين التربويين حول تعريف التفكير , إذ قدمو تعريفات مختلفة إستناداً إلى أسس
واتجاهات نظرية متعددة , وليس من شكك ان لكل فرد أسلوبه الخاص في التفكير, والذي
قد يتأثر بنمط تنشئته ودافعيته وقدراته وخلفيته الثقافية, وغيرها مما يميزه عن
الآخرين, الأمر الذي قاد إلى غياب الرؤية الموحدة عند العلماء والباحثين بخصوص
تعريف التفكير وخصائصه وأشكاله واساليبه , مما اوجد مساحة واسعة من البحث
والإستقصاء في هذا المجال الرحب لدى العلماء والباحثين, ونظراً لأهمية وجهات النظر
المختلفة في تعريف التفكير فسوف نستعرض عدداً منها على النحو الآتي:
يشير De Bono,2003 , على ان التفكير هو العملية التي يمارس عليها
الذكاء من خلالها نشاطه على الخبرة, أي انه يتضمن القدرة على إستخدام الذكاء
الموروث وإخراجه إلى ارض الواقع, مثلما يشير إلى إكتشاف متبصر أو متأنِ للخبرة من
اجل الوصول إلى الهدف.
ويرى جروان (1999) ان
التفكير : عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض
لمثير يتم إستقباله عن طريق واحدة أو اكثر من الحواس الخمس: اللمس والبصر والسمع
والشم والذوق.
كتاب تطبيقات عملية في تنمية التفكير بإستخدام عادات العقل ..د
محمد بكر نوفل
إحكام تربية القدرات
العقلية (وظيفة العقل)
في الإنسان قدرات
عقلية كامنة كالقدرات الجسدية يستطيع من خلالها التعرف على البيئة القائمة من حوله
بمكوناتها واحداثها ثم خزن تلك المعارف وتمييزها وإسترجاعها وتوظيفها في الوقت
المناسب طبقاً للمواقف والمشكلات التي يمر بها من خلال مسيرة الحياة.
منهج التفكير :
يتضمن
ثلاثة أقسام رئيسية هي :
خطوات التفكير وأشكال التفكير وأنماط التفكير وان هذه
القدرات يجب ان تنمي بكيفية معينة ومن خلال أدوات ووسائل خاصة , ولذلك كله لابد للتربية الإسلامية وهي تعمل
على تربية وظيفة العقل أن تركز على أربعة أمور رئيسية هي :
1- تصنيف القدرات العقلية وتحديدها :
القدرات التي يشير إليها القرآن هي : قدرة العقل وقدرة التأويل وقدرة التدبر وقدرة
الفقه وقدرة التفكر وقدرة التذكر وقدرة النظر وقدرة الشهود وقدرة الإبصار وقدرة
الحكمة.
قدرة العقل
: تشير قرائنها إلى انها القدرة على خزن المعلومات وإسترجاعها
وتوظيفها عند الحاجة إليها وهي شاملة لكل القدرات.
أما قدرة
التأويل : فقد إقترنت في القرآن بالقدرة على إدراك التطبيقات.
وأما
الإبصار : فهو قدرة عقلية نافذة تساعد على دقة الفهم والتعمق في تحليل
الظاهرة وكوامنها.
وأما
التفكر : فهو قدرة تشير إلى إستعمال المهارات العقلية كلها للوصول على
الحقيقة ولقد تكررت الإشارة إلى التفكر في تسعة عشرة موضعاً من القرىن الكريم.
وأما النظر
: فهو قدرة عقلية يشترك معها قدرات السمع والبصر للكشف عن المجهول ,
ولقد عرف إبن تيمية قدرة النظر فقال : والنظر جنس تحته حق وباطل ومحمود
ومذموم , أي ليس من الضروري ان تكون حصيلة
النظر دائماً صائبة بل هي تصيب وتخطئ تبعاً للطريقة التي تستعمل بها.
أشكال التفكير:
• التفكير التبريري: نعني بالنقد الذاتي ذلك الأسلوب من التفكير الذي
يحمل صاحبه المسؤولية في جميع مايصيبه من مشكلات ونوازل, وما ينتهي إليه من فشل,
ونعني ذلك التفكير الذي يفترض الكمال بصاحبه , وإذا أخطأ برأه من المسؤولية, وراح
يبحث عن مبررات خارجية وينسب أسباب الأخطاء أو القصور والفشل إلى الآخرين.