الأحد، 14 فبراير 2016

منبع الإرهاب




منبع الإرهاب



تعريف الإرهاب:  تشتق كلمة الإرهاب من الفعل Terror ومن ناحية إثارة الرعب والذعر والفظاظة أو الهول والهلع وإثارة الرعب في نفوس الناس والقلق وترويع الناس الآمنين وإزعاجهم وإثارة القلق في نفوسهم وزعزعة شعورهم بالأمن والإستقرار والثقة.
والإرهاب كمذهب Terrorism فيشير إلى الذعر الناشئ عن ممارسة الإرهاب ومن معاني الإرهاب قيام الشخص الإرهابي Terrorist بترويع الناس  وإكراههم على امر ما بطريقة الإرهاب أي إخضاع الناس لإرادة الإرهابي وهي إرادة شاذة ولاشك ومنحرفة .

والإرهابي مجرم خارج على القانون وعلى الجماعة التي ينتمي إليها, فالإرهاب جريمة كبرى ذات آثار عامة وشاملة ومروعة , ومن هنا يختلف الإرهاب عن الجريمة العادية لإتساع مدى آثاره المؤذية على الناس كافة أو على قطاع كبير منهم .
فالإرهابي يثير الرهبة ويتوعد الناس بالشرور والأذى والإنتقام , والإرهابيون يسلكون طريق العنف في المجتمع , وذلك لتحقيق اهداف غير مشروعة في السياسة أو الإقتصاد أو الدين , والإرهاب مرض من الأمراض الإجتماعية الخطيرة التي تؤذي الأفراد والجماعات , والشخص الإرهابي  مُختل من الناحية النفسية , وبعيد عن السواء والحكمة والإتزان والتعقل وبعيد عن الإلتزام وإحترام القانون.

هو شخص اناني لايقيم وزناً لحياة الناس الأبرياء , ولابد ان في حياته الأولى من الخبرات ماجعله يسقط في مستنقع الإرهاب ويمارسه , فقد يكون فاشلاً أو تربى على الحرمان والإجرام ولم يجد في سن طفولته من يقوم على تنشئته تنشئة  سياسية وإجتماعية واخلاقية ودينية سوية , وافتقر الضرورة إلى المثال الطيب والقدوة الحسنة , ولابد ان شعوره بالنقص الداخلي هو الذي يدفعه للإعلان عن نفسه ولفت الأنظار إليه , ولكن للأسف بصورة إجرامية وشاذة ومنحرفة.
ولمواجهة الإرهاب الحالي يتعين تغليظ العقوبات الرادعة والحسم في تنفيذها فوراً مع قيام الحملات الوطنية لعزل الإرهابيين وشجب عدوانهم وإستنكار سلوكهم الإجرامي.

كتاب سيكولوجية الإرهابي  
د. عبد الرحمن محمد العيسوي


العنف الأسري:

إن العنف الاسري وإن كان يبدو أقل حدة عن غيره من أشكال العنف السائدة إلا انه أكثر خطورة على الفرد والمجتمع , وتكمن خطورة العنف الأسري في انه ليس كغيره من أشكال العنف ذات  نتائج مباشرة تظهر في إطار العلاقات بين السلطة وبعض الجماعات السياسية والدينية , بل إن نتائجه غير المباشرة المترتبة على علاقات القوة غير المتكافئة داخل الأسرة وفي المجتمع بصفة عامة , غالباً ما تحدث خللاً في نسق القيم , وإهتزازاً في نمط الشخصية خاصة عند الأطفال مما يؤدي في النهاية وعلى المدى البعيد , إلى خلق أشكال مشوهة من العلاقات والسلوك وأنماط من الشخصية مهتزة نفسياً وعصبياً , فالعنف  العائلي يعتبر مسألة إجتماعية مقلقة في المجتمعات الشرقية والغربية على السواء , ويجب التعامل معها بإعتبارها جزءاً  من ظاهرة أعم وأشمل من حدود الأسرة وعلاقاتها حيث إنها اصبحت تهدد الأمن والسلام الإجتماعيين للأسرة والمجتمع على السواء.
ويمكن تعريف العنف الأسري : بأنه أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علاقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة, ومايترتب على ذلك من تحديد لدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة وفقاً لما يمليه النظام الإقتصادي  والإجتماعي السائد في المجتمع.

كتاب مشكلة العنف والعدوان لدى الأطفال والشباب 

أ.د. سناء محمد سليمان


مظاهر العنف:

أكثر أشكال العنف إنتشاراً في العالم هو ذاك الذي يحصل داخل العائلة, لإن هذا العنف في معظم الحالات يبقى غير مكتشف وبدون عقاب, لإنه يحدث بين الجدران (المحصنة) للبيت والحياة الخاصة.
برهن العلماء الامريكان ان الطفل الذي لايشعر بحب الأم في السنة الثانية من عمره فلن يقدر ان يحب ابداً بشكل سوي , وهذا لايمكن لأي نظام إجتماعي ان يعوضه.

يطلب 12000 من النساء في السويد سنوياً النجدة من السلطات بسبب التعذيب , وتموت إمراة كل اسبوع تقريباً بسبب العنف , ووفقاً لتقرير الشرطة فإن 80% من العنف مع النساء يتم في الوسط العائلي.

كتاب هروبي إلى الحرية للمفكر علي عزت بيجوفيتش


لانصبر على الظلم :

هذه قيمة مهمة على طريق تحقيق العدل , والذي هو قيمة من أعظم القيم التي تقوم عليها الحياة الأسرية والإجتماعية في العالم أجمع, ولو جئنا نستعرض الآيات والأحاديث التي حذرت من الظلم , وأوضحت خطورته وخطورة عواقبه لطال بنا المقام, ويكفي ان نقرأ 
قوله سبحانه ( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله  جميعاً وأن الله شديد العذاب)
وقوله صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الظلم  فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)

استطيع ان اقول وانا مطمئن : إنه لاشيء يفسد العلاقة بين أفراد العائلة الواحدة مثل الظلم والجور ومحاباة بعض الأبناء على حساب بعضهم الآخر , وإذا اردنا ان نكون صرحاء فيمكن ان نقول:

 إن بيوت كثير من المسلمين مملوءة بالمظالم , فهناك من يفضل الزوجة الأولى واولادها على الزوجة الثانية واولادها , وهناك من يفعل العكس, وهناك  من يفضل الذكور على البنات, وهناك من يفضل ولداً على باقي إخوته ,وهناك... وإن عجبي لاينقضي من رجل يودع الحياة الدنيا مقبلاً على الله وهو يُحيك مع اولاده الذكور المؤامرات لحرمان بناته من الميراث !! إن هذا  نوع  عجيب من الحماقة وشراء الشقاء , أُناس ينعمون بشيء لايستحقونه , ورجل يختم حياته بغضب الله عليه , وكم أتألم حين أسمع فتاة تدعو على أبيها الذي حرمها من الميراث, وتقول: اسأل الله ان يحرمه الجنة كما حرمني حقي !!

كتاب مسار الأسرة
أ.د. عبد الكريم بكار


الصفات السبع لأسر الأطفال المعرضين للخطر:

نظام أسري يتضمن أي إساءة لفظية أو بدنية أو عاطفية أو جنسية.

تاريخ أسري يحوي إساءة جوهرية أو إدمان أو سلوك عدواني أو تبادل التبعية ( السلوكيات التي تدعم أو تساند أي  أخطاء جوهرية وتلتمس بها أعذار) إستخدام عقاقير غير مسموح بتداولها أمام الأطفال , إقامة حفلات تقدم فيها الخمور والمسكرات في المنزل.

مناخ أسري يسوده عدم الإستقرار والإهمال , فقدان الإحتكام إلى الأسرة بشأن أنماط السلوك أو المبالغة في السيطرة على الأطفال بحيث تنعدم الخصوصية والحدود التي تفصل كيان كل فرد في الأسرة عن كيان الآخر.

أن يحمل نظام الأسرة صفات الرجعية والصرامة والنزعة الكمالية , وعدم الأمانة والكيل بمكيالين , واللوم وفقدان الثقة والتحامل والخداع وسلب السلطة وإنتهاك الحدود والزهو بالنفس على غير حق والإنكار( الفشل في محاسبة شخص ما على سلوكياته).

ان يعمد المناخ الأسري إلى إهمال المشاعر بحيث يعمل على تحويل إنتباه الأطفال عن مشاعرهم أو يؤدي إلى إستغلال مشاعر الأطفال كذريعة لجعلهم يشعرون بالخزي أو للسخرية منهم أو لإظهارهم بمظهر المخطئ.

ان ياتي التعبير عن مشاعر الحب والقبول على نحو غير متكرر ولا مستمر, فالحب هنا مشروط ويعتمد على المظاهر والإنجاز , والقبول الإجتماعي, والأداء أو يعتمد على مدى إهتمام الأطفال بحاجة البالغين أو طلباتهم, وهناك شعور عام بفقدان التأكيد على قيمة وأهمية الأطفال دون قيد أو شرط.

ضعف التعبير عن مشاعر التقدير والإعتراف والتأييد , فعادة ما يرتبط التقدير هنا باثر سلوك الأطفال على الوالدين, وياتي المديح بهدف التحكم والسيطرة.

كتاب هكذا يصبح الطفل قائداً فن رعاية الموهبين
د. جون بلو ستاين
ترجمة أميرة نبيل




خاتمة

عانينا  كآباء وامهات من مراهقينا لأننا جهلنا عن طبيعة المراهق وتفكير المراهق وإحتياجات المراهق

عانينا  لأننا إعتبرناهم ملائكة عندما يفعلون  مايؤمرون , أو شياطين حينما يعاندون ويتمردون فتوسمنا فيهم ماليس فيهم.

عانينا  لأننا اهتممنا بتحقيق تطلعاتنا نحن وإحتياجاتنا نحن  وليس تطلعاتهم هم وإحتياجاتهم هم , فأردنا ان يكونوا كما نشاء وليس كما يشاءون.

عانينا  لأننا عاملناهم بقسوة في الصغر فطفحت علينا قسوتهم في الكبر, أو دللناهم صغاراً فأعتلونا كباراً

عانينا  لأننا جمدنا في طرقنا وأساليبنا وفكرنا فلم نتطور معهم وننمو بهم ونتغير لهم , والذي لايتطور سيتدهور , والذي لايتعلم سيظل يتعثر ويتأخر.

عانينا  لأننا لم نتخذهم أصحاباً بل أنداداً فصاروا لنا أعداءً.

من اجل ذلك كله أمست حياتهم معنا وحياتنا معهم معاناة تلو أخرى.

علمنا  ان مراهقينا ليسوا فقط من في حاجة على علاج وتقويم ليتخلصوا من عيوب لحقت باقوالهم وأفعالهم , ولكننا نحن ايضاً كآباء وأمهات في حاجة إلى علاج وتقويم لنتخلص من عيوب شابت حياتنا نحن وأساليبنا نحن في تربيتهم.

إن منظومة علاجهم لابد وان تشملنا نحن ايضاً حتى نصل لأن نكون نعم الآباء لنعم الأولاد... وايضاً نعم الأولاد لنعم الآباء.
علمنا فآن أوان عملنا... فلا نتأخر فلم يعد بالعمر ما نضيعه.



كتاب إبداع وإمتاع في فهم المراهقين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق