أثر المبادئ والمعتقدات في بناء الحضارة

الحضارة 

قيل : إن الحضارة هي محاولات الإنسان الاستكشاف و الأختراع و التفكير و التنظيم و العمل على استغلال الطبيعة , للوصول إلى مستوى حياة أفضل , و هي حصيلة جهود الأمم كلها . 

و قد تراها أشمل و أعم , إذا انها تمثل الأفكار و المفاهيم التي يحملها الإنسان عنه و عن الكون والحياة , و التي تبنى على أساسها حياته في كل مجالاتها .

الحضارة : نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافى , و إنما تتألف الحضارة من عناصر أربعة : الموارد الاقتصادية , و النظم السياسية , و التقاليد الخلقية , و متابعة العلوم و الفنون , و هى تبدأ حيث ينتهى الاضطراب و القلق , لأنه  إذا ما أمن الإنسان من الخوف , تحررت في نفسه دوافع التطلع و عوامل الإبداع و الإنشاء , و بعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضى في طريقه إلى فهم الحياة و إزدهارها.

كتاب قصة الحضارة

 ول وايريل ديورانت

في زحمة الصراع الحضاري العالمي تبرز كل أمة حضارتها وتتمسك بها وتعمل على نشر تراثها , وتتقدم بثقافتها المنبثقة عن حضارتها وإن كان لكل خصيصة متميزة لثقافتها تصطرع من اجلها وتتزاحم بالمناكب في سبيل نشرها.

والمسلمون اليوم وفي زحمة هذا الصراع الحضاري العالمي لاينشرون حضارتهم وثقافتهم إلا على إستحياء ولايعملون على تثبيت أسبقيتهم وريادتهم الحضارية والعلمية سوى بعض المحاولات من هنا أو هناك, ولعل مرجع ذلك إلى الخمول الذي أصاب أمتنا العربية والإسلامية والتفرق على أساس العنصرية أو الإقليمية والإنشداد نحو الأضواء الزاهية للحضارات الأخرى.

والحضارة لغة : تدل على الإقامة في الحضر, وهي كذلك مرحلة من مراحل التطور الفعلي والإنساني والإجتماعي ورقٌيها.

أما في الإصطلاح : فقد تعددت معاني الحضارة فهي ثمرة التفاعل بين الإنسان والكون والحياة, وهي الجانب الآخر غير المادي في حياة الأمة , وهي ايضاً العلم والتصورات والأفكار والسلوك والآداب.

كتاب موسوعة علماء العرب

الكاتب عبد السلام السيد

إستطاعت أعظم حضارة في العالم ان تقيم دولة عالمية عظمى تمتد من المحيط إلى المحيط ومن الأقاليم المناخية الشمالية إلى المناطق الأستوائية والصحاري, عاش في كنفها مئات الملايين من مختلف العقائد والأصول العرقية.

وكان الإبتكار هو المحرك الأساسي لهذه الحضارة, إذ صمم مهندسوها المعماريون مباني إستعصت على الخراب.

قبل بضع سنين كنت اقدم عرضاً لإسهامات المسلمين في العلوم والتكنولوجيا امام جمع غفير في مدينة واتفود ( Watford), فلما إنتهيت إنتفضت رئيسة الجلسة السيدة عمدة المدينة متسائلة بشكل غاضب: لم لايستخدم المسلمون مثل هذه اللغة للحوار بيننا بدلاً من لغة الدين والإختلافات السياسية؟ مشيرة بذلك إلى التراث المشترك في العلوم والتكنولوجيا, وتساءلت ايضاً والإستياء باد على محياها لماذا لانجد هذه المعلومات في مناهجنا الدراسية الوطنية.

السيدة كارتون فيورينا, الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيوليت باكارد

كتاب الف إختراع وإختراع .

المبادئ:

الرحمة

أحسن الى الفقراء والبائسين ,و أعدك وعداً صادقا أنك ستمر في بعض لياليك على بعض الاحياء الخاملة فتسمع من يحدث  جاره عنك من حيث لا يعلم بمكانك , أنك أكرم مخلوق,وأشرف انسان , ثم يعقب الثناء عليك بالدعاء لك أن يجزيك الله خيرا بما فعلت .

لو تراحم الناس لما كان بينهم جائع ولا مغبون ولا مهضوم ولأقفرت  الجفون من المدامع , ولاطمأنت الجُنوب في المضاجع, ولمحِت الرحمة الشقاء من المجتمع كما يمحو لسان الصبح مداد الظلام .

وجماع القول انه لا يمكن أن تجتمع رحمة الرحماء وشقوة الاشقياء في مكان واحد , إلا اذا أمكن ان يجتمع في بقعة واحدة الملك الرحيم والشيطان الرجيم.

فيا أيها الانسان احذر الحذر كله أن تكون واحدا من هؤلاء فانهم سباع مفترسة وذئاب ضارية ,بل أعظك ألا تدنو من واحد منهم أو تعترض طريقه , فربما بدا له أن يأكلك غير حافل بك , ولا آسف عليك .

أرحم الجاهل لا تتحين فرصة عجزه عن الانتصاف لنفسه فتجمع عليه بين الجهل والظلم ولا تتخذ عقله متجرا تربح فيه ليكون من الخاسرين .

أرحم الحيوان لانه يحس كما تحس , ويتالم كما تتالم , ويبكي بغير دموع , ويتوجع ولا يكاد يبين, ارحمه وكذب من يقول ان الانسان طبع على ضرائب لؤم , أقلها انه يقبل يد ضاربه ويضرب من لا يمد اليه يدا.

لاهمجية في الإسلام:

ايها المسلمون: لم يزل الله سبحانه وتعالى مذ كان الإنسان نطفة في رحم أمه يتعهده بعطفه وحنانه , ويمد برحمته وإحسانه, ويرسل إليه في ذلك السجن المظلم الهواء من منافذه, والغذاء من مجاريه, ويذود عنه آفات الحياة وغوائلها: نطفة, فعلقة, فمضغة, فجنيناً, فبشراً سوياً .

إن إلهاً هذا شأنه مع عبده, وهذه رحمته  وإحسانه إليه, محال عليه ان يأمر بسلبه الروح التي وهبه إياها, أويرضى بسفك دمه الذي امده به ليجري في شرايينه وعروقه لاليسيل بين تلال الرمال وفوق شعاف الجال.

إن وجود الإختلاف بين الناس في المذاهب والأديان والطبائع والغرائز سُنة من سنن الكون , لايمكن تحويلها وتبديلها حتى لو لم يبقى على ظهر الأرض إلا رجل واحد , لجرد من نفسه رجلاً آخر يخاصمه وينازعه ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة).

أيها المسلمون:ماجاء الاسلام الا ليقضي على مثل هذة الهمجية والوحشية التي تزعمون انها الأسلام.
 
كتاب  النظرات للكاتب 

مصطفى  لطفي المنفلوطي

الإنسان: إن المشاكل التي تحيط بالإنسان تختلف بإختلاف بيئته , فالإنسانية لاتعاني مشكلة واحدة, بل مشاكل متنوعة تبعاً لتنوع مراحل التاريخ.
في القرن العشرين يؤثر الفرد في المجتمع بثلاثة مؤثرات:
اولاً: بفكره   ثانياً: بعمله.   ثالثاً: بماله.
وحاصل البحث ان قضية الفرد منوطة بتوجيهه في نواح ثلاث:

اولاً: توجيه الثقافة
ثانياً: توجيه العمل.
ثالثاً: توجيه راس المال.

التوجيه الجمالي:

لا يمكن لصورة قبيحة أن توحي بالخيال الجميل ,فان لمنظرها القبيح في النفس خيالا أقبح , والمجتمع الذي ينطوي على صورة قبيحة لا بد أن يظهر أثر هذه الصور في أفكاره وأعماله ومساعيه.
ولعل من الواضح لكل إنسان اننا اصبحنا اليوم نفقد ذوق الجمال, ولو انه كان موجوداً في ثقافتنا . إذن لسخرناه لحل مشكلات جزئية و تكون في مجموعها جانباًمن حياة الإنسان.

والإطار الحضاري بكل محتوياته متصل بذوق الجمال بل إن الجمال هو الإطار الذي تتكون فيه أية حضارة , فينبغي ان نلاحظه في نفوسنا وان نتمثل في شوارعنا وبيوتنا ومقاهينا مسحة الجمال نفسها التي يرسمها مخرج رواية في منظر سينمائي أو مسرحي.

يجب ان يُثيرنا أقل نشاز في الأصوات والروائح والألوان , كما يُثيرنا منظر مسرحي سيء الأداء.

إن الجمال هو وجه الوطن في العالم , فلنحفظ وجهنا لكي نحفظ كرامتنا, ونفرض إحترامنا على جيراننا الذين نُدين لهم بالإحترام نفسه.

كتاب شروط النهضة

المفكر مالك بن نبي

العادات والتقاليد

ليست العادات والتقاليد إلا جزءاً من الحضارات نُقلت إلينا شفهياً وتداولتها الشعوب جيلاً بعد جيل من الأسلاف للأحفاد وهكذا أصبحت ترافقنا في حياتنا اليومية بأشكال مختلفة , وقد نغفل الحضارات ومساهمتها وما قدمته من إنجازات جمة للمعرفة الإنسانية وللعالم ولكن المعتقدات الفردية المتعلقة بالعادات والتقاليد لازالت قائمة ومنتشرة سواء كان ذلك بالريف أو المدينة.

لقد خاف نابليون من القطط السوداء واما سقراط فقد خشي العين الشريرة ورهب بوليوس قيصر من الأحلام , وعاش بطرس الأكبر أسير ذعر مرضي عند عبور الجسور ونجد ان الشاعر الإنجليزي المشهور صموئيل جونسون قد دفع قدمه اليمنى عند الدخول والخروج من المباني تفاؤلاً.

معتقدات:

معتقدات المايا( المكسيك)

افراد المايا كانت تحكمهم منذ ولادتهم حتى مماتهم عقائد دينية ونظام كهنوتي قوي واسع الإنتشار فكان المايوي يتعبد لكل ماتراءى له في الطبيعة قوياً يكتنفه الغموض , وفي قلب كل مدينة إرتفعت الأهرامات الشاهقة المدرجة والتي شيدت الهياكل فوق قممها وأسطحها.

الألوان لها دور كبير ومقدس عند شعب المايا:

الأحمر : لون الشرق

الأسود : لون الغرب

الأصفر : لون الجنوب

الأخضر : لون الوسط

كتاب عادات وتقاليد الشعوب
الكاتبة مي عبد العزيز السديري