تعريف الإبداع
والإبتكار:
يفضل البعض ترجمة لفظة Creativity ب(الإبداع) وفضل البعض ترجمتها بلفظة إبتكار , وعلى هذا فإن
مصطلحي إبداع وإبتكار يعنيان معنى واحد , والإختلاف بينهما يتعلق بتفضيلات ترجمة اللفظة الإنجليزية المقابلة لهما.
وفي هذا الصدد يُشير زين العابدين درويش 1999 إستناداً إلى
المعاجم اللغوية إلى إستخدام لفظة إبداع أكثر دقة – من الناحية اللغوية – من لفظة إبتكار , فتشير لفظة إبداع عموماً إلى
إيجاد الشيء من العدم , أو إنشاؤه على غير مثال سابق , أو الخروج على أساليب
القدماء بإستحداث أساليب جديدة..الخ , وهو مايتفق والمعنى
المعجمي في اللفظة حيث الجذر اللغوي لكلمة إبداع هي (بدع), والشيء البديع هو ما
بلغ الغاية في بابه في المقابل , أصل كلمة إبتكار هي بكر , والذي يشير إلى عدة
معاني مغايرة لما يقصده الباحثون بالإبداع , مما يجعل كلمة إبداع (بمعنى خلق على
غير مثال ) , أكثر رسوخاً في اللغة من كلمة إبتكار .
يقول الحق سبحانه وتعالى
( لخلق السموات والأرض أكبرُ من خلق الناس ) , كذلك يقول ( بديع السموات والأرض
)
فالسماوات والأرض إيجاد من عدم , وتعني كلمة بديع أنه سبحانه
وتعالى خلقها على غير مثل سابق والإبداع أعلى درجة من الخلق.
كتاب سيكولوجية الطفل المبدع
أ.د. ممدوح عبد المنعم
الكناني
مفهوم التفكير
الإبداعي:
يواجه الباحث الذي يحاول دراسة الإبداع ومظاهره ومراحله بهدف الوصول إلى تعريف جامع
للإبداع عدة صعوبات لعل هذه الصعوبات تتضح
من خلال مجموعة الآراء التي أوردها علماء النفس والإجتماع والإدارة والتربية الذين
تناولوا ظاهرة الإبداع وأبعاده بالبحث والتحليل.
ويعرف التفكير بأنه : عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض
لمثير ما , ويتم إستقباله عن طريق واحد أو أكثر من الحواس الخمسة (سليمان 2007 :
45 )
والإبداع يُعد نشاطاً ذهنياً وسلوكاً أساسياً من سلوكيات
الإنسان (Hiam,1999: 321)
ويمكن لكل شخص ان يكون مبدعاً.
فالإبداع هو جزء من نسيج كل الفكر البشري (روث , 2001:91 )
وتجدر الإشارة إبتداءً إلى بعض المفاهيم الشائعة عن الإبداع وهي ان عدداً قليلاً
من الناس هم المبدعون وان الأذكياء فقط هم المبدعون وانه لكي تكون مبدعاً يجب ان
تكون إلى حد ما محظوظاً وان الإبداع على حد كبير وراثي وانه لمن دواعي سروري ,
الإفادة بأن كل المفاهيم السابقة عن الإبداع مفاهيم خاطئة بل إنها تمنع الإبداع في
معظم المؤسسات والشركات يومياً ( Daniels,2000:326)
وقد يوصف بالإبداع : الفرد المبدع أو الفعل أو الناتج الإبداعي (حنورة , 2003: 21 )
كما ان الذكاء ليس هو الإبداع وبالتالي فإنهما نوعان مختلفان
من أنواع النشاط العقلي ( سليمان , 2007: 84)
فالتفكير الإبداعي : هو ذلك النوع من التفكير الذي يتسم بحساسية فائقة لإدراك المشكلات
وقدرة كبيرة على تحليلها وتقييمها , وإدراك نواحي النقص والقصور فيها.
كتاب التفكير الإبداعي لدى
المديرين وعلاقته بحل المشكلات الإدارية
الكاتب لطف محمد علي
التأصيل الإسلامي
للإبداع:
الأصل
الأول: إستخلاف الله تعالى
للإنسان في الأرض.
قال تعالى ( وإذ قال
ربُك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفةً)
فالإستخلاف في الأرض
يتطلب ان يبدع الإنسان في شتى مجالات الحياة حتى يتحقق له إستعمار هذه الأرض
بالعلم والحضارة والتقدم.
الأصل
الثاني : تسخير الكون
ومافيه للإنسان:
قال تعالى( وسخٌر لكُم مافي السموات
والأرض جميعاً منه )
الإبداع
هو الوسيلة التي تؤدي إلى تحقيق وتذليل
وتهيئة ما في الكون لخدمة الإنسان , سواء كان في المجال المادي اللباس- الطعام
والشراب- المسكن – المواصلات , أو الجوانب الفكرية والعلمية أو الجوانب الجمالية.
الأصل
الثالث: تحقيق المنافع
البشرية
قال النبي صلى الله عليه وسلم (إحرص
على ماينفعك ) وهذا يشمل منافع
الدنيا والآخرة ولاشك ان الإبداع حقق للبشرية منافع عظيمة عبر التاريخ ومازال
تحقيق هذه المنافع مرتبط بقدرة الإنسان على الإبداع.
كتاب الإبداع رؤية إسلامية
د. علي إبراهيم العجين
مستويات الإبداع :
هناك خمسة مستويات
للقدرات الإبداعية وصل إليها الباحث (كالفن تايلور) الذي قاد مؤتمرات جامعة يوتا
لدراسة الإبداع.
كما يقول الأستاذ
المبدع زهير منصور المزيدي في كتابه مقدمة في منهج الإبداع :
-
الإبداع التعبيري: ويبدو
ان مايميز النابغين في هذا المستوى من الإبداع هو صفة التلقائية وصفة الحرية أو
المستوى المستقل, وغالباً مايكون هذا المستوى أو النوع في مجال الأدب والفن
والثقافة.
-
الإبداع الإنتاجي: وهو
ناتج لنمو المستوى التعبيري والمهارات , فيؤدي إلى إنتاج أعمال كاملة باساليب
متطورة غير مكررة, ولاينبغي ان يكون الإنتاج مستوحى من عمل الآخرين وغالباً مايكون
هذا المستوى أو النوع من الإبداع في مجال تقديم منتجات كاملة على مختلف أنواعها
وأشكالها.
-
الإبداع الإختراعي : وهذا
المستوى يتطلب مرونة في إدراك علاقات جديدة غير مألوفة بين أجزاء منفصلة موجود من
قبل, ومحاولة ربط أكثر من مجال للعلم مع بعض أو دمج معلومات قد تبدو غير مرتبطة مع
بعض حتى يمكن الحصول على شيء جديد عن طريق دمج هذه المعلومات أو مجالات العلم مع
بعض وهذه العملية الذهنية تسمى التركيب.
-
الإبداع التجديدي :
ويتطلب هذا المستوى من الابداع قدرة قوية على التصوير التجريدي للأشياء مما ييسر
للمبدع تحسينها وتعديلها ويقوم المبدع عند هذا المستوى بتقديم اختراع جديد قد
يتمثل في منتج جديد أو نظرية جديدة أو نوع جديد من الأقمشة..إلخ ويلاحظ أن معظم
الإختراعات الجديدة الكبيرة تمثل إختلافاً جذرياً عن الأفكار او النظريات السائدة
عند تقديم مثل هذه الإختراعات وتسمى هذه العملية الإبتكار أو Innovation
.
-
الإبداع الإنبثاقي : أرفع
صورة من صور الإبداع ويتضمن تصور مبدأ جديد تماماً في أكثر المستويات وأعلاها
تجريداً من مثل إيجاد وإبداع وفتح آفاق جديدة لم يسبق المبدع إليها أحد.
معوقات
الإبداع:
التردد – المعوقات النفسية – المعوقات الذهنية – معوقات
بيئية داخلية (الأسرة والمدرسة ) – معوقات خارجية (العمل والمجتمع) .
كتاب مبادئ الإبداع
د. طارق السويدان
د. محمد أكرم العدلوني
إن جميع الأطفال يملكون ملكة الإبداع وان 90% منهم يملكون إبداعاً
خارقاً وذلك حتى سن الخامسة , ثم تنخفض هذه النسبة بسرعة إلى 10% في سن السابعة وما ان يصل الطفل إلى سن
الثامنة حتى تنحدر موهبة الإبداع لديه إلى 2% فقط.
فالتلقين في المدرسة يُعنى بتعليم التلاميذ نتاج تفكير الآخرين أكثر
من ان يفكروا هم بأنفسهم.
كما انه يحصر مجال تفكير الطفل في الحدود التي وضعها الكتاب المدرسي ,
فتتمثل في ذهن الطفل صورة مفادها أن هذه
الحدود خطوط حمراء مُحرم تجاوزها
وبذلك يتقلص خيال الطفل وتضعف
موهبته على الإبتكار والإبداع , فيكبر الطفل ويدخل مرحلة المراهقة والشباب وهو على
هذه الحالة من الجمود الإبداعي والخيالي.
كتاب عظماء بلا مدارس
الكاتب عبد الله صالح الجمعة
الإبداع
والتمكين:
إن العلاقة بين الإبداع والتمكين متبادلة حيث الأكثر إبداعاً أكثر قوة
وتمكيناً كما يؤدي التمكين إلى الإبداع.
وإن المناخ المشجع للإبداع وروح الإبتكار من خلال التمكين الذي يمكن
أن يكون من خلال مقومات الديموقراطية الإستقلالية والإعتماد على الذات , وتعزيز
ثقافة اللامركزية والمحلية وتوفير هذه المقومات ليس فقط لدى المسؤولين ولكن ايضاً
لدى الفقراء الذين يعملون بشكل مباشر ويواجهون العوائد والآثار ويحاولون حل
مشاكلهم.
إن الإبداع يساعد في تفجير طاقات البشر والتدريب على التفكير
اللاعقلاني الذي يقود إلى حلول مبنية على أسس علمية محددة ومؤكدة النتائج , ويُعد
الفقراء طاقة بشرية يمكن إستثمارها أفضل إستثمار , ولكن بشروط محددة وإستراتيجيات
التعليم والتعلم والمناخ المشجع , اليس الفقراء طاقة بشرية غير مستغلة ولم تنفجر
بعد؟ أوليس التمكين في إطار المناخ الإبتكاري المدعم اساس التقدم والرقي والحضارة
الإنسانية ؟
أوليس لدى الفقراء قدرات عقلية واعدة تصنع نهضة المجتمع ؟
واخيراً اليس الفقراء طاقة
بشرية معطلة ؟ إنها مسؤولية
مجتمعية من خلال مناخ مشجع وإستراتيجيات داعمة .
كتاب تمكين الفقراء
إستراتيجيات بديلة
أ.د. طلعت مصطفى السروجي
من
الناحية اللغوية تتفق المعاجم
العربية و الإنجليزية على أن الموهبة Giftedness تعني قدرة استثنائية أو استعداداً فطرياً غير
عادي لدى الفرد . بينما ترد كلمة التفوق Talent إما كمرادفة في المعنى لكلمة الموهبة , و إما
بمعنى قدرة موروثة أو مكتسبة سواء أكانت قدرة عقلية أم قدرة بدنية .
أما
من الناحية التربوية أو الاصطلاحية فإن
الأمر يبدو أكثر تشعباً و تعقيداً. وعلى الرغم من الإنجازات الضخمة التي قد
تتبادر إلى الذهن عند ذكر الموهبة و التفوق , إلا أن مراجعة شاملة لما كتب حول
الموضوع للأغراض التطبيقية تكشف بوضوح عن عدم وجود تعريف عام متفق عليه بين
الباحثين و المربين و غيرهم من ذوي العلاقة , أضف إلى ذلك حالة الخلط و عدم الوضوح
في استخدام ألفاظ مختلفة للدلالة على القدرة أو الأداء غير العادي في مجال من
المجالات .
أما في المراجع العربية فإن الباحث يلاحظ في مراجعته لكثير مما كتب في
موضوع "الموهبة و التفوق" , حالة من الخلط و الهلامية في تعريف مفهومي
الموهبة و التفوق .
-
وقوع الكُتاب فريسة لمشكلة الترجمة كما تعكسها قواميس اللغة و التربية
التي تعرب المفردات و التعبيرات الإنجليزية , إن هذه القواميس تفرق في المعنى بين
كلمتي Gifted
و Talented
و تترجمها بنفس المعنى إلى "موهوب" .
-
مرحلة ارتباط الموهبة والتفوق بالعبقرية كقوة خارقة توجهها أرواح أو
آلهة تسكن روح الشخص الحكيم أو العبقري .
كتاب : الموهبة والتفوق
د.فتحي عبد الرحمن جروان
إن الثروة البشرية هي الثروة الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات, ويعتبر
المتفوقون على راس تلك الثروة نظراً لأهميتهم في مواجهة تحديات العصر الحديث, مما
دفع بالمهتمين بشؤون علم النفس والتربية بالكشف عن المتفوقين ومن لديهم تفكير إبتكاري
, وذلك بهدف رعايتهم والعناية بهم وتحقيق أفضل الوسائل البيئية الممكنة لإستثمار
تفوقهم , و فهم كوادر المستقبل لقيادة بلادهم في جميع المجالات العلمية و التقنية
و الإنتاجية و الخدمية , و عليهم ترهن الدول في سباقها للحاق بركب التطور , في عصر
أصبح يمثل امتلاك الثقافة فيه جوهر الصراع و المنافسة بين أقطابه القوية , و تلك
التي تسعى لتجد لنفسها مكاناً تحت الشمس .
صفات و خصائص المتفوقين
1-
أن المتفوقين يتميزون بتكوين جسمي و حالة صحية عامة و معدل نمو أفضل
من الأطفال العاديين .
2-
لديهم قوة ملاحظة واعية و تركيز انتباه لفترة أطول من غيرهم .
3-
لديهم ثقة و اعتماد على النفس و مثابرة و إصرار و تحمل .
4-
أكثر ثباتاً انفعاليًا من العاديين .
كتاب : طفلي مبدع د . ياسر نصر
الموهوبون و طرق اكتشافهم و
رعايتهم
مفهوم الموهبة :
الموهبة
بمعنى الاتساع للشيء والقدرة عليه , و الموهبة تطلق على الموهوب و الجمع مواهب , و
الموهبة من لفظ (وهب) أي أعطى الشيء للفرد دون مقابل , و هي أيضاً من وهب و جمعها
مواهب و هي وهبة الله للفرد .
يعرفها التويجري , و
منصور (1421ه ) بقوله الموهبة اصطلاحاً بمعنى ((قدرة خاصة موروثة كالمواهب الفنية أو يقصد بها الاستعداد
للتفوق في المجالات غير الأكادمية (الفنية) مثل الرسم و الموسيقى و الشعر )) .
ويقول كلنتن (1422ه)
: ((من أكثر التعريفات شهرة على المستوى العالمي التعريف الذي يتبناه مكتب وزارة
التربية والتعليم الأمريكية و المعروفة باسم (تقرير ميرلاند لعام 1972م) و فحواه
أن الموهوبين أفراد يتم التعرف عليهم بوساطة متخصصين مؤهلين علمياً , هؤلاء
الموهبين من ذوي الأداء المرتفع , ومن لا تخدمهم مناهج المدارس العادية و بحاجة
برامج متخصصة ليتمكنوا من خدمة أنفسهم و مجتمعهم , و لقد حدد التقرير مجالات الموهبة فيما يلي :
1-
القدرات العقلية العامة .
2-
القدرات المتخصصة.
3-
الإبداع .
4-
القيادة .
5-
المهارات الفنية .
كتاب : كيف نجعل من ابننا
عبقرياً موهوباً متفوقاً ؟
د.عبد اللطيف حسين فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق